السبت، ديسمبر 31، 2011

أخر ما أردت قوله في تلك الليلة


إن عُرِيت الفتيات و هُتِكت أعراضهن بأفعالهم و أقوالكم، و سُحِلن السيدات و ظهرت أجسادهن بأيديهم و سكوتكم، و قُتِل  الشيوخ و سقطت عماماتهم  برصاصهم و ضلالكم،  و زُهِقت ارواح الاطفال  و أبيدت أحلامهم  بعصيانهم و تشجيعكم، و خُطِف الشباب و وُجِدوا جثثاً هامدةً بتعذيبهم و إرشادكم، و ضاعت أعين الفرسان و فقدوا ابصارهم لا بصيرتهم بتصويبهم وتسديدكم، و فارقت أرواح الشهداء أجسادهم لإسقاطهم من أجلكم، فتلك الافعال لم تُبنى للمجهول فالفاعل معلوم هو العسكر السفاح وتدعيمكم.
فإذا جاء ردكم بصمت الأنذال و خنوع الجبناء و عادة العبيد فستلقون بأنفسكم في غيابات الجب إلى الأبد لا يرى أحد بعد ذلك لكم أثراً و سترحل عنكم شمس الحرية التي كادت أن تشرق فوق رؤوسكم إلى غير رجعة و ستنامون كل ليلة في ظلام الظلم تحلمون بقيود القمع و ثعابين الفساد ولا تصبحون على خير .

الخميس، ديسمبر 29، 2011

الاشتراكية الثورية .. ببساطة






انا عايز اكلمكم عن الاشتراكية الثورية بس بالعامية و من غير كلكعة ! أبدأ منين ؟ و ربنا ما عارف .. بصوا الكلام اللي هقوله ده هو نتيجة لكل ما قرأته في حياتي و هو تحليلي  الشخصي للافكار اللي تلقيتها .. انا مؤمن إن الاقتصاد هو زرار تغيير المجتمع ! يعني من الاقتصاد ممكن تشكل اي حاجة انت عايزها في المجتمع ... ثقافة، سياسة، فن، رياضة، اخلاق، قيم و كل حاجة تيجي في بالك .. زي ما بيقولوا السياسة في كل شئ ... الاقتصاد كمان بيُنتج منه كل شئ ! .. يعني لو انت عايش عيشة كويسة بتتعامل في شغلك معاملة محترمة، حاسس انك انت و زملائك بتاخدوا حقوقكم و شغلكم و انتاجكم بيبسط الناس و بتاخدوا في المقابل مرتبات كويسة بتفرحكم انتم و الناس اللي انتم مسئولين عنهم ... تفتكر لو المجتمع كله عايش كدة .. أخلاق المجتمع ده هتبقى عاملة ازاي ؟ نسبة الغضب فيه هتبقى عاملة إزاي؟ نسبة القضايا و الحوادث و السرقات هتبقى عاملة إزاي ؟ نسبة الرشاوي و الاختلاسات و الفساد هتبقى فيه عاملة إزاي ؟ أعتقد إن مجتمع يتوفر فيه اقتصاد جيد و معاملة آدمية توفر للعاملين حقوقهم و احترامهم ! مرتبات جيدة و تأمين صحي و رخاء و رفاهية هيكون مجتمع عظيم رايق مش عصبي ولا غاضب ولا حرامي ولا نصاب ولا متهور و هيكون مجتمع منظم و بيحترم الطابور و اشارات المرور و بيحترم القانون في اي صورة من صوره لأن القانون ده هو اللي بيديله حقه كامل .

الاشتراكية الثورية .. كلمتين اشتراكية و ثورية .. الاشتراكية هي طريقة اقتصادية اجتماعية ... يعني ايه اقتصادية ؟ يعني بتنظم تعاملات الشعب في كل ما له علاقة بالفلوس ، و يعني ايه اجتماعية ؟ يعني كمان بتهتم بحقوق الانسان و حرياته الكاملة و آدميته . طيب الاشتراكية دي عايزة ايه؟ عايزة إن الشعب كله يشارك في حكم بلده ! ليه ؟ عشان ببساطة هي بلده ! ايوة عايزين ايه يعني؟ احنا بصراحة و من غير اساءة أدب ولا أي حد يزعل مننا عايزين الشعب يمتلك بلده ! .. الشعب يمتلك بلده اه والله مش بهزر فيها ايه ؟ .. طيب و الطبقة الحاكمة دي الشعب هيعمل راسه براسها ؟ عايز يحكم مكانهم ؟ اه و فيها ايه يعني ! انتو ليه محسسني إن الطبقة الحاكمة دي هي اللي جابت شعب تحكمه ! و كتر خيرهم إنهم سيبينه قاعد معاهم في نفس البلد !..

احنا بالصلاة على النبي كدة عايزين العمال يملكوا وسائل الانتاج اينما وجدت ! مش هتتكتب باسمهم يعني ولا هياخدوها معاهم و هما مروحين .. بس هتتكتب باسم الشعب .. بذمتك ! .. مين اكتر واحد بيفهم في شغله و في آلته و في المنتج بتاعه؟ ... رجل الاعمال ولا الراجل العامل المكفي على ألته بالعشرة و الاتناشر ساعة ؟! طب هات رجل الاعمال ده كدة وقلعوا جاكتته الشيك و كرافتته العظيمة و وقفه قدام الإله كدة و قوله شغلها و اعمل منتج ! هيبقى زي طور الله في برسيمه ... و مع ذلك الاله اللي مش فاهم فيها حاجة دي هي اللي مخلياه سعادة الباشا .. فأحنا عايزين العامل المتمرط ده يبقى هو مالك الآله بتاعته و العمال و الموظفين دول يقعدوا مع بعض و يشكلوا مجلس ادارة المصنع و يتفقو مع بعض على كمية الانتاج اللي هيقدروا يحققوها في الشهر مثلا و يقدروا يحددوا مع بعض ايه هو الحد الأدنى و الاقصى للاجور في المصنع ده على شرط إن فرق الاجور يكون منطقي و غير مبالغ فيه .. و كل واحد ياخد على حسب انتاجه ... ده يزعل حد غير لو واحد عايز ينهب و يكوش يا عم الحاج ؟

احنا مش ضد وجود وسائل انتاج خاصة إلا لو كانت سلع غذائية او منتجات اساسية زي البترول و الحديد و الاسمنت و غيرهم ! ممكن تستخدم في الحروب انها تمسك الشعب من رقبته تخنقه او في اي ظرف من الظروف واحد يقولك شطبنا ؟ تقوله شطبنا ليه ما انت عندك جوا اهو ؟ يقولك لو عايز من اللي جوا ده عشان خاطرك بعشرين جنية ! تقوله بعشرين ليه ما هو كان بعشرة ! هيقولك روح جيب من ابو عشرة لو لقيت ! و طبعا غصب عنك هتجيب من ابو عشرين لأنك مقدامكش غيره !

عايز تعمل مصنع او شركة خاصة تكسب منها مليارات .. اتفضل يا حبيب قلبي ! بس تلتزم بالقوانين تبقى صاحبي و حبيبي و كفاءة تنحرف و عايز تنهبني و تسرق الناس ! هظرفك "لوكامية" في سقف حلق بوءك هندغك سنانك هعصرك كدة انزل منك رجال اعمال صغيرين ! اولا يا كابتنة هتلتزم باسعار جبرية تحطها على منتجك عشان ميبقاش فيه حد بيفاصل ولا يعلي السعر ولا يقلله ! هتمشي بالضريبة التصاعدية ! نسبة الضريبة بتاعتك كل ما هتكسب اكتر كل ما هاخد منك ضريبة اكتر ... ليه ؟ مش واحد بيسكب مليارات يدفع ضريبة زيه زي واحد عنده كشك سجاير ...   اقولك انا ليه ؟ هو مش انا الشعب ؟ طيب هو مش حضرتك هتاخد ناس من الشعب بتاعي ؟ اه ! طيب مش الشعب بتاعي كان ممكن يشتغل في مصانعي انا و يطلعلي منتجات حلوة جميلة و بسعر اقل و بنفس الجودة ! بس عشان الشعب بتاعي راح اشتغل عندك و كسبك شوية فلوس حلوين ! حرم بقية الشعب التاني من انه ينتج له بسعر اقل في المصانع المملوكة للشعب ! فمعلش عايزين ضريبة اكثر شويا !  تالت حاجة  يا واد يا دوءدوء عايزينك تحترم العامل و توفرله كل حقوقه و علاجه و كل شئ وكمان تحدد ساعات العمل بأنها متتخطاش 7 ساعات و متنساش الاجازة !

طيب و هي مالها الراسمالية و الليبرالية عملتلكم ايه؟ ايه هي الليبرالية الاول ؟ بس يا عم الليبرالية دي هي الراسمالية بس معاها شوية حريات على حقوق الانسان مش هينفعوا اصلا يتطبقوا في وجود الراسمالية !
اولا الراسمالية دي قايمة على فكرة السوق الحر ! دعه يعمل دعه يمر ! ملكش صالح بيه يا عم ! ان شا الله يبيع هوا في ازازة .. بدل فيه شوية ناس بتشتري و بيبيع سيبه في حاله ! قايم على فكرة العرض و الطلب ! يعني والله انا عايز ابيعلك شوية هوا في ازازة بخمسة جنية الازازة ! عاجبك عاجبك ! طيب انا معيش غير 25 جنية ؟ خلاص خد خمس ازايز هوا ! طيب انا محتاج ست ازايز ؟ ميلزمكش اتكل على الله ع الصبح ! تقوم تصحى الصبح تلاقي فيه شركة تانية فخمة قررت تبيع الهوا في ازازة و الازازة بأربعة جنية بس ! فتروح تشتري الست ازايز بأربعة جنية بس ! فمين يخسر ؟ الراجل اللي بيبعها بخمسة ده يروح لابس شلوط في وشه و ازايز الهوا بتاعته ترطرط في السوق ! قدامه حل من حلين ! يا المصنع بتاعه ينهار علي فيه من عمال غلابة ملهمش ذنب بهزاره هو و الاخ بتاع المصنع التاني ابو ازازة الهوا  بأربعة جنية ده فالراجل يفلس و يسرح العمال و تزيد نسبة البطالة ! يا أما عنده حل تاني ! يبيع هوا كمان الازازة بأربعة جنية بس بجودة احسن ... طيب ازاي ؟ يا أما يشيل الجنية الزيادة ده من مرتب العمال فصافي الربح بعد توزيع الاجور عليهم يزيد ! يا أما يخلي العمال يشتغلوا لفترة اكبر بنفس المرتب عشان يزود انتاجه فيزيد دخله فصافي الربح بتاعه يزيد برضه ! يا اما فيه الحل التالت و ده بيكون من تحت الطرابيزة أنه يبقى رجل سياسي مهم او عضو مجلس شعب مهم أو وزير مهم أو عضو مهم في الحزب الحاكم للبلد و يمشي البلية كلها لصالحه ! بالبلدي كدة احتكار صناعة ازايز الهوا .. و ده اللي بيسموه تزاوج المال بالسلطة ! يا يعمل كدة يا إما في ظل تضخم أموال الراسماليين من حوله هيكلوه هم النم ! و عشان كدة كارل ماركس قال " إن الرأسمالية تأكل نفسها " ... و يريتها بتيجي على دماغ الرأسمالي بس دي بتيجي اكتر على دماغ العامل الغلبان اللي بيلاقي نفسه عاطل فجأة ! و ده ليه ؟ بسبب أنه السوق حر ! غير منظم ! يعني مصنع العربيات بيبقى عارف هو بينتج كام هيكل عربية و كام عجلة و كام  ماتور ! عشان في الاخر يركبهم على بعض يطلعوا عدد معين من العربيات بدون ما يتفضل اي اجزاء زيادة فالمصنع يخسر ! ده ليه عشان هو منظم و عرف هو " محتاج " ايه ؟ ! لكن مصنع مرسيدس و مصنع بي ام دبليو مش بيظبطوا ولا بينسقوا مع بعض عشان يشوفوا السوق مستحمل عدد عربيات قد ايه ؟ و امكانية اغلبية الناس في الشراء بتوصل لغاية سعر كام ؟ فبينتجوا هما الاتنين مع بعض و العربيات تبقى مرطرطة في السوق مش لاقيه اللي يشتريها فيخسر المصنع و العامل يلبس في الحيطة !

يعني ايه الراسمالية تهدف إلى الربح او المكسب ! يعني والله انا شايف ان مصر فيها 25% من شعبها مصاب بالكبد و مع ذلك دواء الكبد بعشرة جنية و بيتكلف لأنتاج كمية منه بعدد معين حوالي 100 مليون جنية مثلا عشان اكسب منه 150 مليون جنية ! طيب ما صوباع الروج ثمنه 20 جنية و بيتكلف في انتاجه 50 مليون جنية بس و ممكن اكسب منه نفس ال 150 مليون جنية لأني هنتج كمية اكثر بنفس راس المال ! طيب ما انا انتج مستحضرات تجميل و فكك بقى بلا دواء كبد بلا وجع دماغ ! انا حر يا عم ؟ ده سوق حر ؟ انت هتقولي انتج ايه و ما نتجش ايه ؟ المهم اكسب !

يعني ايه تاني الراسمالية تهدف إلى الربح مش فاهم يعني؟ يعني انت عندك في مصر 10 ملايين واحد مش لاقي مكان آدمي يسكن فيه و عايش في العشوائيات بدون اي مرافق ولا كهرباء و لا مياة نظيفة ولا شبكة صرف صحى حتى ! و في ظل ده كله بتلاقي كل يوم فيه مدينة عالمية على ارض مصرية عندك بقى الرحاب و بورتو سخنة و مدينتي و غيرهم ! طيب ما تعمل للناس دي مساكن على قد امكانيتهم و تكسب منهم برضه ؟ لا يا عم المكسب من دول ملاليم ! انا عايز اكسب مليارات ! طيب و مين هيسكن العالم دي طيب؟ هيفضلوا في الشارع كدة و العشش و البيوت الصفيح كدة ؟ قول للحكومة بقى تشوفهم في الخطة الخمسية اللي بعد اللي جاية و عليك خير !


الله يخليك متفهمش ان احنا بنحقد على الاغنياء ! ازاي واحنا بنحارب ضد الفقر ؟ اللي بيكره الفقر و عايز يقضي عليه يبقى بيحب يكون غني ولا فقير ! يبقى عايزالناس تكون اغنياء ولا فقيرة ! عايزين الناس تكون اغنياء بس من عرقها مش من عرق الناس اللي بتعرق بجد و فقراء زي ما هما و قربوا يموتوا بفقرهم !  لما يبقى فيه ألف أسرة في مصر هي اللي مالكة مصر كلها يبقى فيه حاجة غلط ! يبقى بقية الملايين دول ملهمش لازمة في الحياة ! جايين العالم عشان يخدموا الباشاوات و البهوات عشان يزيدوهم فلوس على فلوسهم و يزيدوا هما فقر على فقرهم ! ده يرضي مين يعني ؟ احنا عايزين نوصل بالتدريج باتباع النظام ده إلى ما يسمى بإعادة التوزيع العادل للثروات في مصر ! يعني الفرق الطبقى بين الطبقات يقل لأقصى درجة ممكنة ميبقاش فيه حد غني اوي اوي اوي و حد فقير اوي اوي اوي ! و يكون الجميع سواء غني أو فقير شويا بالمقارنة مع الغني عايشين عيشة كريمة متوفرلهم تعليم جيد و علاج جيد و رفاهية و كل شئ يحترم آدمية الانسان .


قصدك يعني نظام التأميم هو ده الاشتراكية زي ما عمل عبد الناصر ؟! هوب بوب بوب بوب بوب ... وقف عندك ! عبد الناصر اصلا مكانش اشتراكي ! عبد الناصر هو و مجموعة من الضباط عملوا انقلاب عسكري على الملك فاروق و نفخوه برة البلد و استولوا على حكم البلد و بعدين؟ هو كان عايز يحارب اسرائيل ! و فيه في العالم قطبين كبار مسيطرين على العالم و بيكرهوا بعض و كان فيه بينهم حروب باردة تاريخية ! القطب الامريكي الرأسمالي و قطب الاتحاد السوفيتي اللي بيميل لمبادئ الاشتراكية ! طيب انا عايز سلاح  احارب اسرائيل؟ و امريكا بتدعم اسرائيل ! طيب اخد سلاح من مين ؟ من الاتحاد السوفيتي ! الاتحاد السوفيتي ده بيحب الاشتراكية ! خلاص يابا انا بحب الاشتراكية كمان بس أدوني سلاح ! و أول ما أتوكسنا في النكسة جرجروا الاشتراكيين تاني على السجون ! ايش حال مكانش اكثر ناس مسجونة في عهد عبد الناصر هم الاشتراكيين و الشيوعيين ؟ كنتوا قلتوا عليه ايه بقى ؟ طيب نظام عبد الناصر ده اسمه ايه؟ اسمه رأسمالية الدولة ! يعني ايه ؟ يعني النظام الحاكم اللي في البلد يقشط كل اللي في البلد و يديره هوا بالحكومة ! صلاة النبي أحسن..هو ده حكم الشعب؟ دي الدولة هي اللي اتحولت لرأسمالي كبير و واحد بس و محتكر كل شئ عشان كدة اسمها رأسمالية الدولة !  


طيب كويس و الكلام الحلو بتاعك ده هنوصله ازاي ؟ فاكرين لما قلتلكم ان الاشتراكية الثورية كلمتين ! اشتراكية و ثورية ! انتو كدة غالبا عرفتوا اغلب مبادئ الاشتراكية و ليه احنا ضد الراسمالية ! دلوقتي بقى تعالوا نفهم إيه الثورية دي و ازاي تحصل ! احنا بنؤمن بالثورة و إن الحل في تطبيق النظام الاشتراكي و تحقيق العدالة الاجتماعية في المجتمع مش هتحصل غير في وجود ثورة اجتماعية ضد النظام الرسمالي المستغل ده ! طيب و مين اللي هيعمل الثورة دي؟ الناس المضرورة من النظام اللي بيسرقهم و بيتسغلهم و بيمص دمهم و بيكنز هو مليارات و بيديهم ملاليم مش مخلياهم يعرفوا يعيشوا .. ايوة مين يعني ؟..الناس اللي هتقود الثورة دي هما العمال و الفلاحين و الطلبة اللي هيبقوا بعد كدة عمال لما يتخرجوا ... و عشان كدة قادة الثورة هما الطبقة العاملة الحالية والمستقبلية!

واشمعنى الطبقة العاملة ؟ ببساطة عشان العمال كتير و هما اللي شايلين البلد على دماغهم بعرقهم و مجهودهم و منظمين مع بعض جوا المصنع و صحاب سوا و مضرورين سوا ! و هما الوحيدين اللي يقدروا يمسكوا الرأسمالي المستغل من رقبته هو و النظام  لو بس قاله احنا مش شغالين غير لما ناخد حقوقنا ؟ و اعلى ما في خيلك اركبه ! و هو ده اللي اسمه اضراب عن العمل !
طبعا النظام الراسمالي المستغل مع موجة كبيرة من الاضرابات و الاعتصامات و التظاهر مش هيقدر يصمد كتير و هيطير ! بس لازم الموجة او الانتفاضة العمالية دي تكون منظمة و موحدة عشان النظام المستغل يسقط في البلد كلها مش في مصنع واحد او شركة واحدة ! طيب مين اللي هينظم الموضوع ده ؟ الحزب الثوري !

لو الاضرابات و الاعتصامات و المظاهرات مكانتش منظمة من خلال الحزب الثوري ده ! النظام الراسمالي هيقدر يسكت كل اضراب بشوية فلوس و وعود لغاية بس ما يشتغلوا و بعدين يحلها حلال او هيقدر يقمعهم بالضرب او بالسجن او بإجبارهم على العمل او يمكن تصل لفصل بعضهم لتخويف الاخرين ! لكن لو الاضرابات و الاعتصامات دي حصلت في كل المصانع و الشركات المستغلة لعامليها مش هيقدروا يلاحقوا عليها ! هيضربوا مين ولا مين ؟ هيسجنوا مين ولا مين؟ هيسكتوا كل الناس دي بحوافز و علاوات ازاي ؟
عشان كدة لا بد من وجود تنظيم من القيادات العمالية اصحاب الخبرات العملية بالتعاون مع الطلبة اصحاب الخبرات الثقافية و الفكرية داخل هذا الحزب الثوري من أجل اسقاط هذا النظام الرأسمالي المستغل و حكم الشعب لبلده !

احنا بنؤمن ان الاشتراكية مش هينفع تكون في بلد واحدة ! و ده هيودينا لمفهوم الثورة الدائمة أو المستمرة !
يعني زي ما انتوا شفتوا كدة يمكن لو كنت قلتلكم الكلام ده قبل 2011 مكنتوش صدقتوني و قلتوا ده خيال واسع بس الواقع اثبت صدق النظرية دي ! و لأن العالم كله بيحكمه هذا النظام الرأسمالي المستغل بهمينة من الأمبريالية الامريكية فشعوب العالم كلها مضرورة منه مش احنا بس ! و عشان كدة زي ما انتو شوفته موجات الثورات اللي قامت في المجتمع العربي و خرجه ! من تونس لمصر لليبيا لليمن لسوريا للبحرين لاسبانيا لليونان لانجلترا لوول سترييت بأمريكا لروسيا و غيرهم و غيرهم   ! بهذة الموجات من الثورات تنهار الرأسمالية و الامبريالية الامريكية و نلاقي عالم قائم على العدالة و المساواة و يكون عالم انساني بأقصى صور الانسانية بدون اضطهاد او تمييز يحترم حقوق الانسان و يبحث عن حياة كريمة له و يوفر له سبل الرخاء و الرفاهية الكاملة ! لأن لو بلد واحدة طبقت النظام الاشتراكي و حواليها العالم كله رأسمالي ! هتتاكل و هترجع تاني رأسمالية بسهولة !

و عشان أنا وعدتكم أني مش هستخدم مصطلحات مكلكعة ! انا قلت في وسط الكلام امبريالية ؟ و محدش فيكم وقفني عن الكلام ! ماشي ماشي ! .. يعني ايه امبريالية يا برادعي ؟ ببساطة هي ! و اللي بتمثل الامبريالية في العالم في وقتنا الحالي زي ما انا قلتلكم هي أمريكا ! بس كدة هي دي الاشتراكية الثورية ببساطة  .

اه ثانية واحدة ! هو أنا كدة كنت خلصت بس كنت عايز اسألك سؤال؟ شوفتني جبت سيرة الدين او أننا ضد الدين و بندعو للالحاد أو أي حاجة من الكلام اللي بيتقال علينا عن أننا ملحدين و بنعبد ماركس و لينين و تروتسكي؟ طيب ازاي ملحدين و بنعبد ؟ مش نفكر قبل ما نخترع اتهامات باطلة حتى ! احنا مش بنفرق في نضالنا ضد الرأسمالية  بين رأسمالي بسيجار كوبي فخم و رأسمالي بسبحة من الزمرد ! في النهاية نحن نناضل ضد كل ظالم مستغل ! و ندعم كل عامل مقهور بيمصوا دمه سواء كان العامل ده مسلم أو مسيحي ! سواء كان متدين ملتزم او غير ملتزم دينيا ! و احنا عمرنا ما كنا بندعو للعلمانية ! اصل هي مش بلطجة ! مينفعش اقول العلمانية هي الحل و هو ده اللي هيتنفذ أو الدين هو الحل ! عاجبكم عاجبكم مش عاجبكم  سيبوا البلد ! معلش ثانية واحدة .. معلومة بس .. مش طلع عندنا شعب هو اللي بيقرر ؟ اصل انتو باين كنتوا ناسيين ! احنا بنقف مع اي مناضل ضد الفقر و الظلم و الاستغلال سواء كان بيرفع شعار ديني  زي حرب فيتنام و افغانستان ضد الاحتلال الامريكي ! و كمان بنناضل ضد من يضطهدون الشعوب باسم الدين زي نظام السعودية و السودان و الباكستان .. احنا بندعم الحرية الكاملة للاعتقاد و ممارسة كامل الشعائر الدينية، زي ما احنا بنناضل ضد اضطهاد المسلمين في اوروبا و امريكا بنناضل من اجل المساواة التامة بين المسيحيين و المسلمين في مصر في كافة الحقوق و الواجبات ايضا ! المرة دي بجد خلاص كدة هي دي كل الاشتراكية الثورية . 

لو عجبتك افكارنا دي و عايز تنضم لحركة الاشتراكيين الثوريين في مصر 

عشان نكمل سوا النضال 

الاشتراكيون الثوريون

نُنَاضلُ مِنْ أَجْلِ أَنْ تَكُونَ كُلُّ السُلْطَةِ للشَعبِ

و ممكن تتعرف اكثر على افكارنا و مواقفنا و فعالياتنا بشكل اكبر على الموقع الالكتروني: 


تحياتي :)

السبت، ديسمبر 24، 2011

مقدمة في الاشتراكية الثورية

الناشر : مركز الدراسات الاشتراكية - 7 شارع مراد بالجيزة




ما هي الاشتراكية الثورية؟ لماذا أنتم اشتراكيون؟ وهل تمثل الاشتراكية الحل لما نعيشه اليوم؟ أو هل يمكن أن تكون الأفكار الاشتراكية الثورية مرشداً لنضالنا من أجل استمرار الثورة؟ تلك هي بعض الأسئلة التي يواجهها الاشتراكيون باستمرار عند مشاركتهم في أي حوار يدافعون فيه عن أفكارهم، أو عند اشتباكهم في أي معركة نضالية اليوم في الثورة المصرية. سنبدأ أولاً بمناقشة التشويهات التي لحقت بالأفكار الاشتراكية على مدار تاريخها ومن ثم سنعرض أهم المبادئ التي ترتكز عليها الاشتراكية الثورية. 
1) مفاهيم خاطئة حول الاشتراكية الثورية


     ·      الاشتراكية والاتحاد السوفيتي وعبد الناصر

يأتي إلي أذهان الكثيرين عندما يسمعون كلمة "يسار" أو "اشتراكية" صوراً للشمولية ونظام الحزب الواحد ولعالم رمادي كئيب لا حقوق فيه ولا حريات. والسبب في ذلك هو أنه لفترة طويلة من القرن العشرين ارتبط شعار الاشتراكية بالاتحاد السوفيتي السابق وبدول الكتلة الشرقية، والتي كانت بالفعل دولا شمولية مستبدة تضطهد شعوبها لمصلحه أقلية علي رأس الدولة والحزب الحاكم. ولكن بالنسبة للاشتراكية الثورية، فتلك الدول لم تكن اشتراكية إلا في الإسم ولكنها كانت في الواقع شكلاً من أشكال رأسمالية الدولة، لا تختلف في جوهرها من الدول الرأسمالية الغربية. كان ذلك أيضاً مختلفاً تماماً عن مبادئ الثورة الروسية التي هزت العالم في ١٩١٧ ولكننا نري أن تلك المبادئ قد تم قلبها رأساً علي عقب خلال ثلاثينات القرن الماضي حين تم تصفية الثورة وتحولت الحرية إلي الاستبداد والمساواة إلي شعار فارغ وحكم الجماهير إلي حكم أقلية في قمة الحزب والدولة.
وما ينطبق علي الاتحاد السوفيتي والكتلة الشرقية ينطبق أيضاً علي فترة حكم عبد الناصر في مصر. فهناك تناقض صارخ بين الشعارات حول التحرر الوطني والتنمية المستقلة وبين سيطرة حفنة صغيرة من الضباط علي السلطة والثروة. وصحيح أن تلك الفترة قد شهدت الكثير من الإصلاحات الاجتماعية، إلا أنها لم تكن إصلاحات جذرية، وإلا لم نكن لنعود إلى سياسات الانفتاح الاقتصادي والسوق الحر والخصخصة في عهد السادات ومبارك من بعده. والسبب الحقيقي في ذلك هو أن إصلاحات الستينات جاءت على يد انقلاب الضباط الأحرار في 1952، ولم تأتي بثورة جماهيرية تصنع تلك الإصلاحات بنفسها كي تستطيع أن تصونها وتدافع عنها إلى النهاية.
وبالتالي، لم تكن تأميمات الستينات انتقالاً من ملكية كبار رجال الأعمال إلي ملكية وسيطرة جماهير الشعب، بل انتقالاً إلي إدارة وسيطرة الضباط الذين شكلوا دولة جديدة تحتكر كل شيء. والحديث عن الحرية في ظل امتلاء المعتقلات بالمناضلين، سواء من الإخوان أو من الشيوعيين هو نفاق محض. كل هذه التناقضات ساهمت بلا شك في انهيار التجربة الناصرية مع مأساة الهزيمة في ١٩٦٧.

·                  الاشتراكيون والعلمانية والإلحاد

دائما ما كان يُتهم الاشتراكيين بالإلحاد. كان ذلك هو الاتهام الجاهز، الذي تستخدمه حكومات بلادنا لتشويه الاشتراكية في أعين الجماهير. ولكن الواقع هو أنه لا توجد أي علاقة بين الإلحاد والاشتراكية. الاشتراكية الثورية تنطلق من المصالح التاريخية للفقراء من العمال والفلاحين ومعركتنا هي ضد الرأسمالية والاستعمار وليست ضد الدين أو المتدينين. نحن ندافع عن حقوق العمال علي سبيل المثال سواء كان هؤلاء مسيحيين أو مسلمين، ملتزمين دينياً أو غير ملتزمين. قضيتنا هي وحدة العمال في نضالهم بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية. ونحن نؤمن بأن جوهر الدين هو الحق والعدل وبالتالي فلا يتعارض مع ما نناضل من أجله.
أما العلمانية فهي قضية ملتبسة عند الكثيرين. فهناك من يري أن فصل الدين عن الدولة وعن الحياة العامة هي ضرورة من ضروريات التقدم للشعوب ويأخذون من النموذج الأوروبي مثالاً يجب تقليده وتحقيقه في بلداننا. وهم بذلك يتجاهلون الفوارق الكبرى التاريخية والثقافية بين الشعوب. هؤلاء العلمانيون المتطرفون يجعلون من العلمانية هدفاً في حد ذاته بغض النظر عن وسيلة تطبيقها حتى وإن كان ذلك بالقمع والقهر وضد رغبة الغالبية العظمي من السكان (كما كان في تركيا مثلاً)، كما أنهم يعادون من يرفع الشعارات الدينية حتى وإن كان هؤلاء يحاربون الظلم والاستعمار (لبنان وفلسطين مثالا).
أما نحن الاشتراكيين الثوريين فنقف صفاً واحداً مع كل مقاوم للاستعمار والظلم، سواء كان يرفع شعاراً دينياً أم لا (فيتنام في حرب التحرير ضد الاحتلال الأمريكي وأفغانستان ضد نفس الاحتلال). ونناضل ضد من يضطهد الشعوب باسم الدين (النظام الحاكم في السعودية أو السودان أو باكستان). فقضيتنا ليست حول درجة التداخل بين الدين والدولة أو بين الدين والحركة السياسية بل المضمون الطبقي لتلك الدولة أو الحركة وعن أي مصالح طبقية تدافع عنها، هل مصالح العمال والكادحين أم عن مصالح الشركات الرأسمالية وكبار رجال الأعمال.
وبالتأكيد تقف الاشتراكية الثورية مع الحرية الكاملة في العقيدة وممارسة الشعائر الدينية، لذلك فنحن نناضل ضد كراهية الإسلام واضطهاد المسلمين في أوروبا، تماماً كما نناضل من أجل الحرية الدينية للمسيحيين في مصر ومن أجل المساواة التامة بين المسيحيين والمسلمين في مصر في كافة الحقوق السياسية والاجتماعية.
2) مبادئ الاشتراكية الثورية

     ·      النظام الرأسمالي مبني على الاستغلال

يفسر رجال الأعمال والحكام الرأسماليون كل مظاهر الفقر والبؤس والبطالة التي يعيشها البشر، من خلال اتهام الفقراء والكادحين بالتسبب فيها. فمثلاً هم يفسرون ذلك بزيادة معدلات النمو السكاني والإكثار من الإنجاب، مما يؤدي إلى التهام كل "الجهود التنموية العظيمة" للحكومات الرأسمالية وكبار رجال الأعمال.
هذا التفسير ليس إلا خدعة كبرى، فصحيح أن موارد مصر والعالم كله محدودة، لكن التقدم التكنولوجي الجبار الذي يشهده العالم الرأسمالي قد وصل إلى درجة تسمح بتحقيق معدلات نمو اقتصادي تزيد كثيراً عن معدلات النمو السكاني. وإذا فرضنا أن معدل النمو السكاني قد وصل لدينا إلى رقم فلكي هو 3% سنويا، (في الحقيقة معدل النمو السكاني في مصر لم يزد في عام 2005 عن 1.78%)، فإنه إذا تم تحقيق معدل نمو اقتصادي 10% في السنة، وهو معدلتحققه الصين الآن وكانت تحقق أعلى منه في سنوات سابقة، فإن استيعاب الزيادة السكانية وتلبية احتياجات البشر في المأكل والملبس والمسكن، بل وتحقيق فائض، يصبح أمراً ممكناً للغاية.
هناك أيضاً تفسير ثاني يروجه الحكام ورجال الأعمال الكبار في العالم، وهو أن الفقراء مسئولون عن فقرهم بسبب كسلهم وعدم رغبتهم في العمل. أما هذا التفسير فهو في الحقيقة أكثر وقاحة من سابقه؛ فكيف يمكن أن نصف بالكسل الطلاب الذين يتركون دراستهم من أجل العمل لمساعدة أسرهم في تحمل أعباء المعيشة، وكيف نصف عمال المصانع الفقراء بالكسل في حين يعمل أغلبهم لمدة 10 أو 12 ساعة في اليوم الواحد. وعلى الجانب الآخر، كيف يمكن أن نصف رجال الأعمال وأبناءهم بالنشاط في حين أن كل المجهود الذي يبذلونه هو ملء خزائنهم بالأموال وإنفاقها في الرحلات والسهرات وسبل الرفاهية والمتعة المختلفة (!!).
أما الاشتراكية الثورية فترى أن كل الفظائع لا يتسبب فيها العمال ولا الفقراء، بل أنهم ضحايا الرأسمالية القائمة على النهب والاستغلال. فالنظام الرأسمالي يقوم عامة على قاعدة أساسية، هي أن الدافع وراء النشاط الاقتصادي هو تحقيق الأرباح للرأسماليين وليس تلبية الاحتياجات الأساسية للبشر. وبما أن المحرك الأساسي للنظام الرأسمالي هو تحقيق الأرباح ومراكمة رأس المال، لذا فالرأسماليون يتسابقون في السوق على تخفيض التكاليف الإنتاجية من خلال زيادة وتكثيف استغلال العمال لديهم. وبالتالي فإن ثروة الرأسماليين مصدرها جهد وعرق العمال.
الأمر كله لا يتوقف على درجة "إحسان وطيبة" رجال الأعمال الرأسماليين على العمال الذين يعملون لديهم، لكن بوضع هؤلاء الرأسماليين في المنافسة مع بعضهم محلياً، وعلى المستوى العالمي أيضاً. فإذا عمل أحد الرأسماليين على زيادة أجور عماله أو تحسين الظروف التي يعملون وفقها، لن يجد لديه ما يكفي من الأرباح التي تسمح له بتوسيع استثماراته ومراكمة المزيد من رأس المال لينافس به نظرائه. وإن لم يفعل ذلك سوف يسقط في هذه المنافسة ويلتهمه منافسيه في السوق.
ويستثمر الرأسمالي وينتج لأنه يتوقع أرباحاً، وليس لأنه يريد "إسعاد البشرية". ومن ثم لا تكترث الرأسمالية في مصر، على سبيل المثال، بـ7 ملايين مواطن يسكنون المقابر وعشش الصفيح، في حين أن المستثمرين الكبار في قطاع العقارات يتكالبون على بناء القرى السياحية والفيلات والقصور والعمارات الفخمة التي تتكلف المليارات بدلاً من بناء مساكن شعبية تأوي هؤلاء.

     ·      إصلاح الرأسمالية مستحيل

وفي سياق المنافسة التي لا تنتهي بين الرأسماليين، تتولد الأزمات الاقتصادية التي تنتج عن تكالبهم على الاستثمار في القطاعات الاقتصادية التي ترتفع فيها معدلات الربح، بغض النظر عن مصالح المجتمع الذي يعيشون فيه. تماماً كما ضربنا المثل بالاستثمار في قطاع العقارات.
لكن ذلك يؤدي إلى زيادة العرض عن الطلب في مثل تلك القطاعات بشكل كبير، ومن ثم تكدس البضاعة في الأسواق دون أن تجد من يشتريها نتيجة تدني الأجور، ثم إفلاس الرأسماليين وانهيار الاقتصاد بأكمله. وهذا بالضبط ما نطلق عليه "فوضى السوق" حينما تتحكم مصالح حفنة من الأغنياء في توجيه ثروة المجتمع وموارده وقراراته الاقتصادية.
وصحيح أنه في كل وحدة إنتاجية (مصنع أو شركة) توجد درجة عالية من التنظيم والتنسيق بين أقسام الإنتاج المختلفة. ففي شركة تويوتا لإنتاج السيارات مثلاً، يوجد تنسيق وتكامل عالي المستوى بين قسم إنتاج الإطارات وقسم إنتاج الهياكل، إلخ، لكن في الوقت نفسه ليس هناك أدنى درجة من التنسيق بين شركة تويوتا وشركة فورد أو بي إم دابليو مثلاً . وهذا ما يؤدي إلى تراكم مئات الآلاف من السيارات المنتجة في السوق دون أن تجد من يشتريها، فيتوقف الإنتاج وتُغلق المصانع ويتم تسريح العمال. وهذه هي الفوضى التي تؤدي بالنظام الرأسمالي العالمي إلى أزمات دورية من فيض الإنتاج ثم الركود والإفلاس.
لكن مصر تعد من البلدان المتأخرة اقتصادياً، أي التي لم تصل بعد إلى مستوى تطور اقتصادي تستطيع معه أن تدخل حلبة المنافسة في السوق العالمي. وهذا ما يضاعف المشكلة. فالمشكلة لدينا ليست في الأزمات الدورية والركود الاقتصادي فقط، بل أيضاً في الانخفاض المزمن لمستوى الاقتصاد.
هذا بالضبط ما يدفع السلطة والرأسماليين في مصر إلى اتباع سياسات اقتصادية أكثر توحشاً، حيث خصخصة المصانع ومؤسسات الرعاية الاجتماعية، ورفع الدعم على السلع والخدمات، ومضاعفة معدلات الاستغلال. وكل ذلك من أجل تحقيق أكبر قدر من تراكم رأس المال للوصول إلى الأسواق العالمية.
وهذا ما يفسر العلاقة الوثيقة التي جمعت بين الديكتاتور مبارك بكبار رجال الأعمال في مصر. فهو الذي سن لهم القوانين التي سهلت لهم النهب والاستغلال، وفي عهده تم توجيه دعماً هائلاً إليهم في نقل البضائع وفي قيمة الضرائب على الأرباح وقيمة الجمارك على نقل المعدات والآلات من الخارج، إلخ.
لذا فقد كان مبارك هو الممثل الأفضل لمصالح الرأسماليين في مصر الذي كان يخدم تطلعاتهم في تضخيم أرباحهم واندماجهم في السوق العالمي. ولكن مع سقوط مبارك أصبح الذعر سائداً في صفوفهم حيث يشعرون بقلق بالغ حول مستقبل السلطة في مصر؛ هل ستعمل في خدمة مصالحهم كما كان يفعل مبارك أم لا؟!. أما إذا استقرت السلطة بين يدي من يحافظ على مصالح الرأسمالية المصرية، فستتحول تلك السلطة سريعاً إلى نظام مبارك آخر بنفس جوهر الاستغلال والاستبداد لكن بوجوه جديدة.
وهذا بالضبط ما نطلق عليه "إصلاح الرأسمالية"، حيث يتم استبدال نظام ديكتاتوري يقف إلى جانب رجال الأعمال ضد مصالح الفقراء، بنظام أكثر ديمقراطية (أو أقل ديكتاتورية) يقف إلى جانب نفس رجال الأعمال، وقد يمنح الفقراء بعض الفتات من الثروة الاجتماعية التي ينتجونها بأنفسهم، لكن دون القضاء على أسس الاستغلال التي تقوم عليها الرأسمالية.. والتغيير الجذري لمشكلات المجتمع لا يكمن بالتأكيد في إصلاح الرأسمالية، لكن في القضاء عليها بالثورة الاجتماعية وبناء المجتمع الجديد.  

     ·      الطبقة العاملة هي الطبقة القائدة

من يمكنه إذن قيادة الثورة الاجتماعية، المستمرة إلى اليوم في مصر، لقيادة التغيير الجذري الذي نأمله؟.. لا شك أن الثورة هي عيداً للفقراء والمقهورين، لكن من بين كل المضطهدين في عالمنا المعاصر، توجد طبقة واحدة لديها القدرة على قيادة معسكر المظلومين إلى النصر – الطبقة العاملة.
هناك عاملان رئيسيان يجعلان من الطبقة العاملة قوة اجتماعية قادرة على قيادة الثورة الاجتماعية إلى النصر. الأول هو عملها المباشر على وسائل الإنتاج في المجتمع الرأسمالي، في المصانع والمؤسسات الخدمية، إلخ. وهذا ما يمنحها قوة اقتصادية هائلة حيث تتحكم بشكل مباشر في عجلة الإنتاج وتستطيع إيقافها (من خلال الإضراب عن العمل) وتهديد أرباح رجال الأعمال إذا أرادت تغيير مسار الأمور.
ولقد استطاعت الطبقة العاملة، من خلال استخدام سلاح الإضراب، أن تنتزع الكثير من الحقوق وأن تفرضها أمراً واقعاً على طبقة رجال الأعمال والسلطة التي تمثلها في مصر. فمنذ إضراب المحلة في ديسمبر 2006، انطلقت الحركة العمالية في موجة احتجاجية عملاقة انتزعوا خلالها ليس فقظ بعض الحقوق الاقتصادية، لكن أيضاً حق الإضراب عن العمل والحق في التنظيم النقابي المستقل، كمطالب ديمقراطية مباشرة. وفي الأيام الثلاث الأخيرة قبل سقوط مبارك، دخل مئات الآلاف من العمال في إضرابات ضخمة شلت قطاعات إنتاجية استراتيجية، وهددت الإنتاج الرأسمالي وسددت الضربة القاضية التي أسقطت مبارك.
العامل الثاني في قيادية دور الطبقة العاملة في الثورة الاجتماعية يكمن في طبيعة عملية الإنتاج التي يندمج فيها العمال؛ فهم بطبيعة هذه العملية يشكلون الطبقة الأكثر تنظيماً ووحدة في المجتمع الرأسمالي الحديث، حيث يعملون بالآلاف –وعشرات الآلاف أحياناً- في مصانع ومؤسسات إنتاج ضخمة يتم فيها تقسيم العمل فيما بينهم بشكل منظم ودقيق، ويتعرضون خلالها للاستغلال الرأسمالي بشكل مباشر، ما يجعل لهم ظروف معيشية متقاربة وبالتالي مصالح اقتصادية وسياسية مشتركة.
ولا تضم الطبقة العاملة عمال الصناعة فقط، بل تشمل كل العاملين بأجر والخاضعين لاستغلال وسلطة رأس المال، وهكذا فإن الموظفين وعمال الخدمات والمهنيين من أطباء ومهندسين ومحاسبين، إلخ، هم أيضاً في عداد الطبقة العاملة.
وفي جميع الثورات في العالم الرأسمالي المعاصر، لعبت الطبقة العاملة أدواراً جوهرية فيها وحققت انتصارات هامة، وكادت في الكثير من الثورات أن تطيح بالرأسمالية بشكل كامل وأن تبني مجتمعاً جديداً لا يحكمه الرأسماليون أو ممثلوهم، بل مجتمعاً يقرر فيه الكادحون من خلال مجالسهم القاعدية والمنتخبة تقرير مصيرهم وصياغة مستقبلهم.
هذا المجتمع يعطي أولوية الإنتاج لا لأرباح الرأسماليين وشركاتهم الكبرى، بل للاحتياجات الجماهيرية المباشرة. ومن أجل تحقيق ذلك، فإن الطبقة العاملة تحتاج لوحدة سياسية كي تطرح مطالبها ومصالحها الطبقية وتخترق طريقها نحو بناء المجتمع الجديد.
     ·      بناء الحزب الثوري حياة أو موت

إن الثورة ليست نزهة ولا تنتهي بين يوم وليلة، فهي تبدأ بانتفاضة ضخمة وتكتمل بصراع بين الجماهير من ناحية، وبين الطبقة الحاكمة القديمة التي تقدم التنازلات، لكنها تحاول بإصرار من أجل البقاء والاستمرار والحفاظ على أكبر قدر من امتيازاتها.
وإذا عقدنا مقارنة بسيطة بين الطبقة الحاكمة والطبقة العاملة، سنجد بسهولة أن ما يميز الطبقة الحاكمة هو أنها موحدة ومنظمة بدقة شديدة، فجهاز الدولة يمثل عقلاً وجهازاً رفيع المستوى يقوم من خلاله الحكام ورجال الأعمال الكبار بإدارة شئونهم. فالطبقة الحاكمة لديها قوات أمن تدافع عنها وإعلام يتحدث بإسمها علاوة على سيطرتها على رأس المال وتحكمها في توجيه الاقتصاد.
أما الانتفاضة العفوية للجماهير فهي تستطيع أن تحقق قدر كبير من المكتسبات، مثلما حدث في مصر حينما استطاعت الانتفاضة إسقاط الديكتاتور مبارك. لكن إسقاط الديكتاتور لا يعني أن النظام القائم قد سقط. وصحيح أن الانتفاضة العفوية تستطيع أن تهز أركان النظام، لكنها لا تستطيع أن تطيح به بشكل كامل. الثورة الاجتماعية هي التي تستطيع فعل ذلك، والانتفاضة ليست إلا بداية لعملية طويلة من الثورة تناضل فيها الجماهير من أجل استكمال الثورة، بينما تعيد الطبقة الحاكمة ترتيب أوراقها من أجل الحفاظ على البقاء.
وخلال العملية الثورية تستطيع الطبقة الحاكمة أن تتغلب على قدر عملاق من النضالات العمالية والجماهيرية، طالما أن تلك النضالات ليست موحدة ولا منظمة سواء من حيث درجة الوعي أو الحركة. لذا فالثورة تحتاج إلى عقل وإلى ذاكرة وإلى جهاز تنظيمي يوحد نضالات الجماهير المختلفة في حركة واحدة تضرب ضربتها لنظام وسلطة رجال الأعمال التي تتحكم في كل شيء.. النضالات الجماهيرية تحتاج إلى حزب ثوري يتبنى مشروع الثورة الاجتماعية، وقادر على توحيد الجماهير في طريق هذه الثورة دون تماهي، ودون انخداع في الأشكال والرموز الجديدة للطبقة الحاكمة والتي تنفذ نفس السياسات القديمة في ثوب جديد.
واليوم، تمد قطاعات ضخمة من الجماهير المصرية، عمالاً وطلاباً، الثورة على استقامتها ويأبون الحياة التي كانوا يعيشونها في ظل حكم الديكتاتور المخلوع. هذه الطاقة الثورية الجبارة، إن لم تتوحد في اتجاه واحد، سوف تتبخر في الهواء كالبخار.
وفقط الحزب الثوري المنغرس في قلب الجماهير الثورية المناضلة، وفي مقدمتها الطبقة العاملة، هو الذي يستطيع توحيدها من أجل هدم النظام الحالي وبناء نظام جديد ينحاز لأغلبية المجتمع من عمال وفلاحين وفقراء ومهمشين.. وهذا الحزب لا يسقط من السماء ولا يأتي من الفراغ، بل يُبنى بالكفاح والصبر، في المصانع والأحياء والجامعات ليكون سلاحاً في يد الجماهير ليرشدها ويشق طريقها للنصر.. نحو بناء الدولة العمالية الاشتراكية.

     ·      لا توجد اشتراكية في بلد واحد

إلى أي مدى يمكن لمثل هذه الدولة العمالية، التي تقوم على أسس الاشتراكية والعدل الاجتماعي، أن تصمد؟ كيف يمكنها أن تستمر في ظل سيطرة الرأسمالية على العالم كله؟ النظام الرأسمالي سلسلة واحدة، فهل يمكن تحطيم إحدى حلقات هذه السلسلة دون تحطيم الحلقات الأخرى؟
"العالم قرية صغيرة".. هذا ما يخبرنا به مفكري الرأسمالية عبر العالم، إذ أن العولمة الرأسمالية قد خلقت وشائج وارتباطات اقتصادية وسياسية عديدة بين مختلف البلدان، كما أوجدت بينها تقسيم عمل عالمي؛ فالبلدان المتقدمة تعتمد على العمالة الرخيصة والمواد الخام والأسواق في البلدان المتأخرة، والأخيرة تعتمد على الصناعات المتطورة والاستثمارات الكبرى لدى الأولى.
وعند انتصار ثورة اشتراكية تعيد هيكلة الاقتصاد لصالح الجماهير الفقيرة لا لصالح الشركات الرأسمالية الكبرى، في أحد البلدان، فإن هذا يعني ببساطة فك الارتباط والتبعية للرأسمالية العالمية. وهنا لا يمكن للرأسمالية أن تصمت على تهديد مصالحها وأطماعها، بل ستواجه الثورة بكل الوسائل التي تضمن إعادة فرض سيطرتها ومصالحها. هذا ما حدث في أعقاب انتصار الثورة الاشتراكية في روسيا عام 1917، حين توجهت جيوش 18 دولة أوروبية لضرب السلطة العمالية المنتصرة لإجهاض الثورة وإعادة سيطرة الرأسماليين الروس والأوروبيين على الاقتصاد الروسي.
لكن الثورة ضد الرأسمالية، والفقر والقهر الملازمين لها، لا تقوم بشكل منعزل في بلد واحد أو بعض البلدان بعيداً عن باقي العالم. لكنها، على العكس، تقوم في ظل أزمات اقتصادية واجتماعية عميقة كسلسلة من الثورات التي تهز أركان النظام الرأسمالي العالمي.
فنتيجة للأزمة العميقة التي شهدتها الرأسمالية العالمية قبل وأثناء الحرب العالمية الأولى، اندلعت الثورة في روسيا عام 1917، ومهّد انتصارها لقيام موجة ثورية عملاقة في مناطق متفرقة من العالم (وفي مصر قامت ثورة 1919). وفي الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي، انطلقت موجة ضخمة من الثورات استطاعت أن تجبر الرأسمالية على تقديم إصلاحات اجتماعية هائلة لقطاعات واسعة من الجماهير، كما انتعشت حركات التحرر الوطني في المستعمرات بشكل هائل (وفي مصر انطلقت انتفاضة 1946 ضد الاستعمار البريطاني وانتشار الفقر والبطالة). موجة أخرى من الثورات زلزلت النظام الرأسمالي في غرب وشرق أوروبا وأمريكا اللاتينية ومناطق متفرقة من العالم في الفترة بين 1968 وحتى منتصف السبعينات (وفي مصر قامت احتجاجات طلابية واسعة إلى أن اندلعت انتفاضة يناير 1977 ضد الفقر والغلاء).
هذا بالضبط ما نشهده اليوم؛ فبينما تستمر الثورة في تونس ومصر لاقتلاع النظام من جذوره ولتحقيق المزيد من الإصلاحات الاجتماعية الجذرية، تشتعل الانتفاضات في اليمن وسوريا والبحرين، وغيرها. كما أن استمرار الثورة في المنطقة العربية وانتصارها هو ما سيحمي الثورة في مصر ويدفعها إلى الأمام. كل ذلك بالإضافة إلى الحركة العمالية العملاقة التي تشهدها أوروبا في مواجهة خطط التقشف الاقتصادية التي تنفذها الحكومات الأوروبية في محاولة لتحميل الأزمة الرأسمالية على أكتاف العمال والفقراء.
أما الثورة الاشتراكية فهي لن تستطيع بناء المجتمع الاشتراكي كجزيرة صغيرة في بحر من الرأسمالية، لكنها تستطيع فعل ذلك طالما أن ثورات أخرى تتقدم وتنتصر لتقويض النظام الرأسمالي العالمي.
هذه هي المبادئ الأساسية للاشتراكية الثورية التي تميزها عن كافة التيارات والأطياف اليسارية الأخرى، وتلك هي الأفكار التي نتبناها وندافع عنها والتي أيضاً نسترشد ونتسلح بها في معارك اليوم.. فهل تنضم إلينا لنناضل سوياً ضد الاستغلال والقهر والاستبداد من أجل استكمال ما أنجزته الثورة؟ 
للتعرف على مزيد من مقالات و مواقف و بيانات حركة الاشتراكيين الثوريين 
يمكنكم المتابعة على هذا الموقع الالكتروني : 




لتصبح ديكتاتور..تعلم كيف تصنع العبيد أولا؟




نولد أحرار نعشق الحرية و الحياة و الاحلام، نكره القمع و القيود و الموت، نرفض الظلم و الاهانة، نصرخ فيمن يظلمنا، و نغضب عند تجاهلنا و نطلب ما نريد عندما نريد ! نولد أحرار ولا تزال جميع حواس الحرية التي بداخلنا منتعشة تعطيك جرسا للإنذار إذا مس أحد حريتك أو تعدى على شئ هو حق من حقوقك ! و لكن في مثل هذا المناخ لا ينمو ديكتاتور ! إلى كل من يريد أن يصبح ديكتاتوراً طاغية.. تعلم كيف تصنع العبيد اولا؟
عليك أن توجه البشر إلى  إنك الإله المخلص، السد المنيع، رجل الأمن الأول، مانع الفوضى، صمام الأمان الذي يحميهم بداية من اللصوص و قطاع الطرق و حتى الحروب مع الاعداء الخارجيين . استخدم الخطب و العظات الدينية في تمجيدك و شكرك و الدعاء لك بالعمر المديد و العقل الرشيد و الصحة الوافرة و التوفيق الدائم لأنك انت و من بعدك الطوفان، اجعلهم يصلون لله شكرا لأنه هداهم إليك فأنت لا أحد خير منك ولا أحد يعرف ما تعرفه. ضع صورتك في كل مكان، في اقسام الشرطة و المصالح و المستشفيات و المدارس الحكومية ، على طابع البريد و على اللوحات الاعلانية ، على  أسوار المدينة و المدارس و الجامعة و على الكتب المدرسية ! اجعلهم يشعرون إنك موجود في كل مكان ، تراهم في كل حين و تعرف ما يدور بينهم في كل وقت .
استخدم إعلامك في وصفك بالفخامة و الزهو، بإنك أنت راعي كل شئ و إن بتوجيهاتك يحدث كل شئ لأنك أنت النابغة العلامة العبقري الذي يفهم في السياسة و الاقتصاد و الامور الاجتماعية و العسكرية و في السياحة و الثقافة و الرياضة و الفنون ، أنت الراعي الاول ولا غيرك ، أنت المخلص الاول ولا غيرك !.  استخدم الافلام و المسلسلات و النكات الكوميدية في غرس افكار و خلفيات مرعبة في عقلهم عن الشرطة و قساوتها و الجيش و جبروته ، استخدم تلك الافلام و الاغاني التافهة في تسطيح ثقافة البشر حتى و أن حدثهم أحد في أمر هام أو بالغ الخطورة كالحرية أو الكرامة أو العدالة الاجتماعية " استتفهوه " هو  لأن ما يتحدث فيه لا يشغل ثقافتهم المسطحة ! انشر في ثقافتهم أمثال و اجعلها شعبية تجعلهم يرتعبون منك دون أن ترعبهم و مثال على ذلك : امشي جنب الحيط تسلم ، يا بخت من بات مظلوم ولا باتش ظالم ، الحيطان لها ودان ، ابعد عن الشر و غنيله و ما إلى ذلك من قيم تدعو إلى الإنهزامية و الخوف من مواجهة الظالم !

استخدم جيشك في كسر نفوس الشباب و إهانتهم بحجة إنه مصنع الرجال و لكن في حقيقة الأمر هو مصنع العبيد فلابد أن يتحملوا ما لا يتحمله آدمي، و لأنه في هذا الجيش لابد أن يتخرج رجل صلب قوي فعليه أن يمسح حمام القائد، و ينظف أحذية الضباط ، يحضر أطفال اللواء من المدرسة و يشتري لزوجة العميد ما تريده من فاكهة و خضروات ، يأكل اسوء أنواع الطعام في الوجود، ينام في أقذر الاماكن على الإطلاق حيث الحشرات لها حق الاغلبية ، ثم يخرج من هذا الجيش لا يعرف إن قامت حرب ماذا سيفعل ؟ هل سيلقي العدو بأجزاء من حمام القائد أم ببعض أحذية الضباط ؟ أم أنه سينصب للعدو كمينا ثم يوسعه ضربا بـ " كراريس و كتب " أطفال اللواء ؟ أو ربما سوف يهاجم العدو بالفاكهة و الخضروات التي كان يشتريها لزوجة العميد ؟ تلك الاسئلة لم ولا و لن يعلم اجاباتها ، فهو قد يخرج من تلك الخدمة المنزلية و ليست العسكرية كما يدعون و ربما لا يعلم الفرق بين الدبابة و المدرعة ؟ كل ما يعلمه أن الخبز الذي يشتريه من الافران القاتلة – ولا اقصد افران هتلر – ولكن الافران التي يتجمهر عليها مئات و يقع في صفوفها شهداء ! فإنه سيجد هذا الخبز رغم سوءه هو أفضل بكثير من الخبز الذي كان يحصل عليه في الجيش ، و الفواكه و الخضروات الذابلة الهالكة تلك رغم سوءها فلن تكون أسوء مما كان يتغذى عليه في الجيش ، و إن أهانه شرطي يرتدي " بدلة ميري " فقد أهانه من يرتدي " البدلة العسكرية " من قبل و لم يكن يجرؤ على الاعتراض و قد أدمن الاهانة حتى أصبحت بالنسبة له " أسلوب حياة " فلمَ يعترض على هذا الشرطي الذي يمثل سلطة أخرى من سلطت النظام مع اختلاف " البدلة " فقط ؟

يا من ترغب في أن تصبح ديكتاتوراَ طاغية .. أصنع العبيد أولا ، إسلب من شعبك كرامتهم و نخوتهم و رجولتهم، اوقف حواس الحرية فيهم ، اجعلهم كالأنعام المغطاة أعينها التي تدور في سواقي الحياة لا تعرف لماذا تدور و متى سيستقيم الطريق ؟ أو متى ستصل إلى نهاية هذا الطريق الدائري لأنه ببساطة لا نهاية له ! اجعلهم لا يفكرون إلا في أن يناموا و يستيقظوا و يأكلوا و يشربوا و يلبوا نداء الطبيعة حتى يستمروا في الدوران لعلهم يصلون إلى نهاية تلك الدائرة المفرغة !
 يا أيها الديكتاتور الجديد .. اجعلهم يزرعون ولا يحصدون ، يعملون و ينتجون ولا يربحون ، يصرفون كل ما يأخذون قبل أن يوفروا نصف ما يحتاجون ، ينامون ولا يحلمون ، ينشغلون ولا يتنبهون حتى يصبحوا بشرا  يغضبون ولا يتحدثون ، تُهتَك أعراضهم ولا يصرخون ، يُقمَعون ولا يتمردون ، يُقتَلون ولا يثورون !