الخميس، مارس 01، 2012

قصيدة .. من ؟



رأيتها تجلس وحدها...
فى ظل ضوء شارق...
وحيدة وسط الازهار...
ذات العبير السارق...
و ظلت تتحسس الفراشات...
على اخشاب شجر الدارق...
و كل هذا و هى جالسة..
و لمكانها لا تفارق...
اخشى نظرتها الثاقبة...
حادة تنظر كالسهم الخارق....
فما تتأمله ..تشبعه نظرا...
وتجذب الابصار كما البوارق....
و تمنيت ان تنظر لى .. أو لا تنظر...
فكم من ريح سير ...
باتت مغرقة الزوارق...

وجلست اراقبها و انتظر...
لو سنحت شبه فرصة لحدثتها..
وهى جالسة سقطت من يدها وردتها..
و جثوت على ركبتيها تبحث عنها..
و الظل قد عم المكان كله ...
أخذت تبحث بعيدا و هى قريبة منها...
ها قد جاءت إلىّ فرصة لا تعوض ...
فذهبت و جثوت على ركبتى مثلها ..
عذرا عما تبحثين ؟ ..
عفوا إلام تنظرين ؟..
فما أهتمت لما أقول و كأنى ما سألتها؟..
و قالت لى و هى منشغلة و لا تنظر إلىّ..
سقطت منى وردة كنت احبها ..
و قد جئت بها إلى هنا ..
و لا اريد ان أغادر بدونها...
فقد صنعت لى خير صنيعا
فضلاً أن وجدتها ..
فأخبرنى ماذا رأيت ..
ها هل رأيتها؟...
لما سألتنى...
ما عرفت ماذا اقول..
و ما علمت ما جرى ؟...
و قلت اقوالا لا تقال..
و الخجل تاه و ما درى...
قلت أرى ملاكا ..
قد جاء نعمة ً للورى ...
أرى بدرا يجثو بجانبى ...
و وقف عندى و ما سرى...
أرى حباً قد جاءنى من نظرة...
فى القلب كان يُحترى ...
أرى هدوء الملائكة..
و أحاطته هالةً منورة ...
أرى نظرة عاتية لا تحيد..
فيها شموخ القسورة ...
أرى بسمة قد اينعت ...
و باقات ورد مُزهّرة ...
أرى براءة الابرار ...
و أنفاس خجلٍ مُعطّرة ...
أرى حُسنا أجتمع عليه..
أهل المدائن و القرى..
أرى عجبا من خلق الله...
على وجهى بان و اعترى...
أرى جمالا لا يضاهى...
بكنوز الارضِ لا يُشترى...
فقاطعتنى لامسة.......
لملامحى متحسسة ...
- من يقول ذا الكلام ؟..
يا ليتنى كنت أرى...


أحمد طلعت