الخميس، أغسطس 04، 2011

قصاصة : العاهرة الطاهرة






 فَتَاةٌ جميلة حالمة، بديعة الملامح ، اخبروني بأنها عاهرة ساقطة تنام كل يوم مع رجل غير من استيقظت على رؤيته في أمسها ، منحرفة حتى و إن فعلت الخير المنزه المعصوم جعلته ينحرف ، منحرفة حتى و إن أرادت أن تصلي انحرفت ، اخبروني بسوء سمعتها فكم من لعن من رباها ! لا يهواها غير من تريه العهر في ليلها و تسقيه الخمر صباحا ، يحبونها في الظلام حتى وإن عرفوا وجهها في النهار أمام أعين الكارهين أنكروها ، فسوء سمعتها أشبه بمادة الدهان الفسفورية التي إذا ما هفوت بجانب ثوب ما فارقته  و إن لم تكن قوي الملاحظة فالأضواء التي تعكسها هذه المادة تكفي لتريك أين تقع هذه الوصمة ! وجودكما في مكان واحد تتواجدان فيه معا و لو بصحبة أناس آخرين غيرك هو وصمة عار لك و لرفاقك و لتاريخ جدران هذا المكان. فتاة بمثل تلك الصفات و لو أجمل الجميلات فكم من الكره سيكنه لها ملء جسدك ؟! .

 كلما أزدت في كرهها كلما زاد غموضها بداخلي، كلما تساءلت أي شئ يدفع فتاة بمثل هذا الوجه و ذلك الجسد البريئين في مفاتنهما  إلى هذا الدرك الأسفل من الفجور؟. وبينما أنا سارح في مكارهي لها و تزيد كل لحظة إفرازات أضعاف هذا الكره بداخلي ، ومض في حصار عتمات هذا الكره سؤال ! كل ما اعرفه عنها فقط ما سمعته عنها ! لم يبدو في يوم من الأيام عليها شيئا من وصمات العار تلك ! لمَ صدقت ؟!  ثم حاولت أن اطهر نفسي من ذنب تصديقهم متحججا بأنني لم اسمع مخلوقا يذكرها بحسنة ! حتى فاض غموضها من مسام جسدي

فأخذت عهدا أن أصل إليها و أعرف من هي ؟ فما إن وصلت لمسكنها تعجبت غياب راية البغاء الحمراء عنه ففسر لي عقلي المملوء باحتقارها ذلك بأن ربما لذيع صيتها و شهرتها ببغيها لا تحتاج لراية هاويات الفحش تلك .
و وقفت أمام باب مسكنها و طرقت الباب مرتجفة يدي متوجسا ماذا و إن صدقوا كيف سأنجو من وصمة عارها إن وصمني هذا المكان؟ فكلما اقتربت يدي من الباب تطرقه أبعدتها خيفتي و دفعتها فضولي حتى غلب فضولي خيفتي و طرقت الباب طرقة ضعيفة لحقتها طرقة قوية بعد ثبات فإذا بصوت خافت يجيبني من الداخل من الطارق؟ فأجبت أنا فقالت من أنت؟ قلت أنا سائل الإذن فهل من مجيب ففتحت الباب و أجابت عن أي شئ تسأل؟ قلت عنك فأذنت لي بالدخول .

و بدأ حديثنا الذي طال بكثرة صدماتي و سرحاتي و لعناتي لمن وصموا تلك الطاهرة بالعهر و الفجور فوجدتها الحلم الذي لطالما حلمت به. كانت نظراتي بعد كل كلمة تقولها تقول لها عذرا و عهدا أن أنشر في العالم خبر طهرك، أن أخبر الناس من رأيت وماذا وجدت بداخلك؟ أن اخبرهم عن حلمك الذي صار حلمي والذي سأسعى حتى الممات لأراه حيا يمشي على قدميه ، فلم تتحول المكاره التي كنت أضمرها لتلك الفتاة حبا بل عشقَ الجنون و على صريح القول فقد صارت فتاة أحلامي و فتاة الأحلام التي لطالما يبحث عنها الجميع . عرفوها بعلم تحرير البروليتاريا و عرفتها بالعدل و العدالة من أجل الفقراء الكادحين . تلك الفتاة اسمها الشيوعية .      

قصيدة من نحن - بتصرف



الشاعر التشيلي بابــلو نــيرودا


نحن الذين نفخنا في الصخر
 في الحديد  في الإنضباط الصارم
واصلنا الحياة بالحب وحده
 و الكل يعرف بأناَ نزفنا دما
حينما شوهت النجمة
 على يد قمر الخسوف الجهم
 الآن سترون من نحن و فيم نفكر
نحن فضة الأرض النقية
معدن الإنسان الحق
 نجسد حراك البحر الدائب
 ندعم كل الآمال
 و لحظة في الظلام لا تسلبنا النظر
 و دونما عذاب سنلقى حتفنا
ومهما كان مصيرنا
نكافح من أجل الكادحين
في
زمن الخلطــــابيتـــــا