الاثنين، ديسمبر 03، 2012

عذراً حبيبتي ..




سيدةُ الكونِ بأكمله .. 
ما عادَ اللقبُ يناسبُكِ ..
قد زادت بالكونِ حروبٌ و امتلأ بضجيجِ رصاص ..
أحبك مهما يعلو القصفُ و مهما حَطَم كل أساس..

 أحبك مهما اشتدَ العرضُ و مهما انحبست أنفاس .. 
أحبك مهما أصابَ النفسَ ومهما انحدر الاحساس..
 قد صارت إنسانيتنا عاراً و بشريتنا تحت مداس .. 
عذرا إذا يوماً سميتك سيدة الناس .. 


بقايا البشر قد هبوا بقبحهم .. 
و مازلتِ أنتِ بكل الجمال تتفردين ..
 و جينات الظلم قد سادت .. و كُتِب على جبهات الحاقدين .. 
" نحن أناس قد ماتت ضمائرنا و تجبرنا ..
و فاق طغياننا فوق العالمين " .. 
و أنتِ ملاكٌ ..
 لا حول لكِ ولا قوةٍ ..
 فلمَ بين الضباع تعيشين ؟! ..
 حبيبتي لنبحث أين تسكن الملائكة ؟! ..
 و من أين شردتِ إلي هذا الكون اللعين ؟ ..

اعتذر إن كان اعتذاري يفيد .. 
 اعتذر و اعتذر و اعتذر من جديد ..
 لقد تشبثت بكِ كطفلٍ خائفٍ أن تنساه أمه وسط السوق ..
 كفتاةٍ يحاوطها الذئاب و ينهشُ لحمها من يروق .. 
كدراجةٍ تنحدر من فوق جبلٍ ولا تعرف نهايتها ..
 و تخشى من حجارة تعوق.. 
 أنانيٌ .. 
رغبت منك النجاة ..
 أردت من شفتاكِ قبلة الحياة ..
 و طمعت لو تصنعي لي مصلا .. 
وتبقى إنسانيتي أصلا ..
 إذ يجري ما أتاني منكِ في الوريد .. 
اعتذر إليكي سيدتي إن كان اعتذاري يفيد ..
 
 مشغولٌ عنكِ ..
 مهمومٌ و همومي رادعة ..
 قد زات من هول المحن ..
 عذراً على كلماتي الموجعة .. 
فهذا خلاصة ذاك الوطن ..
 و تلك ما تبقى لقصيدة رومانسية .. 
بعد ما صنعوا للانحطاط وثن ..
 يعبدونه من دون ضمائرهم ..
 و يتقربون إليه بالقرابين ..
 يهشمون الانسانية التي بداخلهم .. 
و ينشرون الهوان باسم هذا الدين ..
 يزرعون الظلم في كل ارضٍ ..
 وسيحصدون ثورةً ولو بعد حين .. 
 هذا جزاء ما صنعته ايديهم ..
 وهذا مصير الأولين .. 
انظرواإليكِ نهاية من تجبروا ..
 و من تأسدوا .. 
و من رضخ للمتأسدين .. 
ترى النهاية مفزعة ..
و علاماتها ساطعة ..
آتيةٌ لا ريب فيها ..
آتيةٌ تعتذر إليكِ   ..
آتيةٌ تحرر ذاك الوطن ..
فتحضّروا لدفع الثمن ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق